ولادة علي عليه السلام في الكعبة :
قد تقدم : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» ولد في الكعبة .
وذكر الحاكم : أن الأخبار قد تواترت بأن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» في جوف الكعبة 1 .
ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه 2 .
وعن الإمام السجاد «عليه السلام» : إن فاطمة بنت أسد كانت في الطواف ، فضربها الطلق ، فدخلت الكعبة ، فولدت أمير المؤمنين «عليه السلام» فيها 3 .
وسيأتي عن قريب إن شاء الله تعالى حديث عن السبب في اختصاصه «عليه السلام» بهذه الفضيلة .
وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتيمن بتلك السنة وبولادة علي «عليه السلام» فيها ، ويسميها سنة الخير ، وسنة البركة 4 .
علي عليه السلام سجد لله لا للأصنام :
ومن أغرب ما سمعناه هنا : ما أشكل به بعض الناس على الروايات التي تذكر سجود علي «عليه السلام» في جوف الكعبة حين ولادته .
قال : فقد كانت الأصنام في جوف الكعبة ، فيكون سجود علي «عليه السلام» لها . .
ونقول :
أولاً : إن الله عز وجل لم يطلع هذا القائل الغريب الأطوار على غيبه هذا ، ولا أخبره به نبي ، ولا وصي . . وإذا كان السجود من هذا الطفل لا يكون إلا بتدخل إلهي ، يهدف إلى إظهار الكرامة له «عليه السلام» ، فالله لا يصنع الكرامة لعلي ، لكي يعظم الأصنام ، بل ليكون تعظيمه له تبارك وتعالى دون سواه .
ثانياً : يضاف إلى ذلك : أن النية هي التي تعين من يكون السجود له ، ولم يطلع الله أحد على تفصيل نية علي «عليه السلام» في سجوده آنئذ . .
ثالثاً : إن النص التاريخي يقول : إنه سجد لله ، وشهد بالوحدانية ، وبالرسالة . . 5 .
وفي نص آخر : سجد على الأرض ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأشهد أن علياً وصي محمد رسول الله ، وبمحمد ختم الله النبوة ، وبي تتم الوصية ، وأنا أمير المؤمنين . . 6 .
وفي نص آخر : أنه «عليه السلام» لما ولد سجد لله على الأرض ، وحمده 7 .
فلا معنى للإجتهاد في مقابل النص ، بادِّعاء : أنه «عليه السلام» قد سجد للأصنام!!
رابعاً : إن قول هذا القائل حجة عليه ، فهل يستجيز لنفسه أن يغير دينه ، ويعبد الأصنام ، والعياذ بالله ، استناداً إلى وهمه هذا بأن المعجزة قد ظهرت له فيها؟! . .
وهل يمكن أن يظهر الله أمراً يوجب التغرير بعباده ، ويوقعهم في الشبهة والباطل؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
ولأجل ذلك نقول :
إن كل من يسمع منه هذا القول لا بد أن يعلن تكذيبه له ، وسخريته به ، ويعتقد أن الله لا يصنع للأصنام أي شيء يدل على علو شأنها ، وبذلك يحقق توحيد الله ، وتنزيهه تبارك وتعالى . .
وأخيراً : فإنني لا أدري ماذا يقول هذا الرجل عن أهل نحلته ، الذين ما زالوا يقولون عن علي «عليه السلام» إذا ذكروه : كرم الله وجهه ، وحجتهم في ذلك أنه «عليه السلام» لم يسجد لصنم قط .
خلف أستار الكعبة أم في داخلها؟! :
وقد حاول السيد هاشم معروف الحسني أن يبهم أمر ولادته «عليه السلام» في جوف الكعبة ، فقال : «أطلَّ على هذه الدنيا من الكعبة ، وقد جاءتها أمه فاطمة بنت أسد مستجيرة بالله ، فلاذت إلى بعض جوانبها ، وقد خشيت أن تراها عيون أولئك الذين اعتادوا الإجتماع في أمسياتهم إلى أروقة البيت وفي داخله ، فانحازت ناحية ، وتوارت عن عيونهم خلف أستار الكعبة» ثم ذكر ولادتها إياه هناك 8 .
ونقول :
1 ـ إن الكعبة لم تكن مجمعاً للناس في داخلها . . بل كانوا يجتمعون ولا يزالون في المسجد حولها . . فلماذا تهرب منهم إلى خارج الكعبة لتكون خلف استارها . . إلا إذا فرض أن المراد بالبيت هو المسجد الحرام كله . .
2 ـ إن الأستار تجعل على ظاهر الكعبة ، فتتدلى على جوانبها الخارجية من سطحها إلى الأسفل . . فإذا قيل : فلان متعلق بأستار الكعبة ، فمعنى ذلك : أنه متعلق بها من الخارج . . فلماذا هذا الخلط في أمور معلومة لكل أحد؟!
3 ـ بعض الروايات قد صرحت : بأن جدار الكعبة قد انشق لفاطمة بنت أسد ، فدخلتها . وبقيت في داخلها ثلاثة أيام . . وهي كما في المناقب مروية عن العباس بن عبد المطلب ، وعن الحسن بن محبوب ، عن الإمام الصادق «عليه السلام» 9 .
وفي نص آخر عن جابر ويزيد بن قعنب : فانفتح البيت ودخلت فيه ، فإذا هي بحواء ، ومريم ، وآسية ، وأم موسى ، وغيرهن 10 .
4 ـ وتقدم قول الحاكم وغيره : «وقد تواترت الأخبار : أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» في جوف الكعبة» 11 .
5 ـ وقال ابن الصباغ وغيره : «ولدته بداخل البيت الحرام ، أو بداخل الكعبة» 12 .
6 ـ وفي نص آخر : «فتح لها باب الكعبة» 13 .
وقد ذكر السيد المرعشي «رحمه الله» في ملحقات إحقاق الحق ج17 من ص364 إلى 374 في المتن والهامش طائفة كبيرة من القائلين بولادته «عليه السلام» في الكعبة ، وليراجع أيضاً كتاب : علي «عليه السلام» وليد الكعبة وغير ذلك .
حديث شق الجدار . . مستفيض :
وقد يتساءل البعض عن مدى إعتبار حديث إنشقاق الجدار لفاطمة بنت أسد لتضع مولودها في جوف الكعبة؟!
ونجيب :
إن انشقاق الجدار كرامة لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وحديث ولادته داخلها ، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً «عليه السلام» ، وسعى إلى قتله ، أو كان يكرهه ، وينصب العداء له ، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له . .
فقد رواه : سفيان بن عيينة عن الزهري ، عن عائشة 14 .
ورواه : أبو داود ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن عباس بن عبد المطلب 15 .
ورواه : ابن شاذان ، عن إبراهيم ، بإسناده عن جعفر بن محمد «عليه السلام» 15 .
ورواه : الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق «عليه السلام» 16 .
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس 17 .
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن ابن جبير ، عن يزيد بن قعنب 18 .
فظهر مما تقدم : أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة ، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي «عليه السلام» ، وبغضه له ، بل فيهم من حاربه . ومن تتوفر لديه الدواعي لإخفائها ، وذلك يكفي قرينة قاطعة على ثبوتها .
وظهر أيضاً : أن الرواية به مستفيضة . .
وظهر : أن هذه الرواية قد جاءت عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
2 ـ العباس بن عبد المطلب .
3 ـ عبد الله بن عباس .
4 ـ يزيد بن قعنب .
5 ـ الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .
فإذا أخذنا بقول الزرقاني الذي صرح بأن : «من القواعد : أن تعدد الطرق يفيد : أن للحديث أصلاً» 19 .
وقول الخفاجي عن حديث رد الشمس : «إن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته» 20 .
وإذا أخذنا بقاعدة : «والفضل ما شهدت به الأعداء» .
حتى إن عائشة لم تكن تطيب نفسها بذكر علي «عليه السلام» بخير أبداً . .
وإذا أكدنا ذلك بوجود أثر هذا الشق في جدار الكعبة إلى يومنا هذا ، وقد جهدوا ليخفوه ، فلم يمكنهم ذلك . .
نعم . . إننا إذا أخذنا بذلك كله ، فلماذا لا نأخذ بهذه الرواية أيضاً؟!
بل إنه حتى لو كان رواة حديث مَّا ينسبون للكذب والوضع ، فإن ذلك لا يعني أن لا تصدر عنهم كلمة صدق أصلاً .
بل لابد أن يكثر صدقهم ، إذ لولا ذلك لما استطاعوا التسويق للأمر الذي يريدون أن يكذبوا فيه .
والحاصل : أن الكاذب قد يقول الصدق ، والوضَّاع قد يعترف بالحق ، مع أن الأمر في رواة هذه الحادثة ليس كذلك كما يُعلم بالمراجعة . .
أسئلة . . وأجوبتها :
وقد ذكرت بعض الروايات : أن فاطمة بنت أسد ولدت علياً «عليه السلام» في جوف الكعبة « . .فلما خرجت قال علي «عليه السلام» : السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته .
ثم تنحنح وقال : ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ 21 الآيات . .
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : قد أفلحوا بك ، وأنت والله أميرهم ، تميرهم من علمك ، فيتمارون ، وأنت ـ والله دليلهم . وبك ـ والله ـ يهتدون الخ . .» 22 .
وفي حديث آخر : أن النبي «صلى الله عليه وآله» ، قال في حديث طويل :
«ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي «عليه السلام» ، فقال : يا حبيب الله ، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ، ويهنؤك بولادة أخيك علي «عليه السلام» ، ويقول : هذا أوان ظهور نبوتك ، وإعلان وحيك ، وكشف رسالتك ، إذ أيدتك بأخيك ، ووزيرك . . الخ» 23 .
وفي نص آخر : أنه «عليه السلام» لما ولد سجد على الأرض ، وهو يقول :
«أشهد أن لا اله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، وأشهد أن علياً وصي رسول الله . بمحمد يختم النبوة ، وبي يتم الوصية ، وأنا أمير المؤمنين إلخ . .» 6 .
فهنا أسئلة عديدة ، هي التالية :
أحدها : أن القرآن لم يكن قد نزل حين ولادة علي «عليه السلام» ، لأنه «عليه السلام» ولد قبل البعثة بعشر سنوات . فكيف قرأ علي «عليه السلام» الآيات من سورة المؤمنون ، حين ولادته ، وهي لم تكن قد نزلت؟!
وكيف تقول الرواية : إن جبرئيل هبط على رسول الله ، وقال له : . .؟!
فهل كان جبرئيل يهبط على النبي «صلى الله عليه وآله» قبل أن يبعث؟!
السؤال الثاني : كيف يتكلم علي «عليه السلام» حين ولادته ، فإن هذا الأمر غير معقول؟!
السؤال الثالث : كيف علم علي «عليه السلام» بهذا القرآن ، وهو قد ولد لتوّه ولم يعلمه النبي «صلى الله عليه وآله» إياه . بل هو «صلى الله عليه وآله» لم يره بعد؟!
والجواب :
أولاً : قد ذكرنا في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان نبياً منذ ولد كما دلت عليه الروايات ، ثم صار رسولاً حين بلغ أربعين سنة 24 .
ويدل على ذلك : أن عيسى «عليه السلام» كان نبياً منذ ولد ، فقد قال تعالى :
﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ 25 .
وقال سبحانه وتعالى عن يحيى : ﴿ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ 26 .
وورد في أخبار كثيرة ، بعضها صحيح السند كما في رواية يزيد الكناسي : إن الله لم يعط نبياً فضيلة ، ولا كرامة ، ولا معجزة إلا أعطاها نبينا الأكرم «صلى الله عليه وآله» .
وروي أيضاً : أنه «صلى الله عليه وآله» قال : كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد ، أو نحو ذلك 27 .
ومن الواضح : أن نزول القرآن الدفعي الذي أشير إليه بقوله تعالى : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ 28 إنما يحتاج لمجرد نزول الوحي ، الذي تتحقق به النبوة ، وقد كان ذلك حاصلاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» منذ صغره ، أو قبل ذلك حيث كان آدم بين الماء والطين أو بين الروح والجسد ، فيكون نزول القرآن سابقاً على ولادة علي «عليه السلام» .
ثانياً : إنه لا مانع من أن يعلم علي «عليه السلام» بالقرآن ، ما دام أن نوره مشتق من نور الرسول «صلى الله عليه وآله» ، وهو وصيه ، وهو يعلم بما أنزل الله على نبيه ، بالنحو المناسب لمسيرة خلقته ، وحسبما يختاره الله له من وسائل التعليم ، ولو بواسطة الملك الذي يحدثـه بما يعرفه ، فإنه إذا كان سلمان «عليه السلام» ـ كما روي ـ محدثاً 29 ، بل كان عمر محدثاً أيضاً (حسب زعمهم 30)؛ فلماذا لا يكون علي «عليه السلام» كذلك أيضاً ، فيخبره الملك منذ ولادته بما أنزل الله تعالى على رسوله «صلى الله عليه وآله»؟!
ثالثاً : إن نطق الصغير بالكلام ، وظهور رجاحة عقله ، وإقراره بالإيمان ، وبالإسلام ، وبغير ذلك . . وإن كان مخالفاً للعادة ، لكنه ليس من المحالات في نفسه ، ونحن نشهد تفاوتاً ظاهراً في وعي الأطفال في صغرهم؛ وفي أوقات ظهور ذلك منهم . . فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي يظهر هذه الفضيلة لهم .
وقد أنطق الله تعالى عيسى بن مريم «عليه السلام» فور ولادته ، كما صرحت به الآيات الكريمة التي أشرنا إليها آنفاً ، فلماذا لا يُنطِق علياً «عليه السلام» ، وهو أفضل منه ، كما أظهرته الأحاديث الشريفة ، ومنها حديث : لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ، آدم فمن دونه؟! 31 .
حكيم بن حزام لم يولد في الكعبة :
وبعد جميع ما تقدم نقول :
قال السيد الحميري ، المتوفى في سنة 173 ه :
ولدته في حرم الإلـه وأَمنِــهِ *** والبـيت حيـث فِنـاؤه والمسجدُ
بيضاء طاهرة الثياب كـريمـة **** طابت وطـاب وليـدهـا والمولد
في لـيلة غابت نحوس نجومهـا *** وبدا مع الـقـمر المنـير الأسـعد
ما لف في خرق القوابل مثلـه *** إلا ابن آمنـة الـنـبي محـمــد
ويقول عبد الباقي العمري :
أنت العلي الذى فوق العلى رُفعا *** بـبطن مكة وسط البيت إذ وُضعا
ولكن نفوس شانئي علي «عليه السلام» قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها ، فحاولت تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين ، ورواة الحديث والأثر ، والضرب بها عرض الجدار ، حيث نجدهم يسعون ـ وبكل جرأة ولا مبالاة ـ ليثبتوا ذلك لرجل آخر غير علي «عليه السلام» ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعلي أيضاً ، حتى لقد قال في كتاب النور :
«حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره . وأما ما روي من أن علياً ولد فيها فضعيف عند العلماء» 32 .
وقال المعتزلي : «كثير من الشيعة يزعمون : أنه ولد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون : أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام» 33 .
ثم حاول الحلبي والدياربكري الجمع والصلح بين الفريقين ، باحتمال ولادة كليهما فيها 34 .
ولكن كيف يصح هذا الجمع ، ونحن نجد عدداً ممن قدمنا أسماءهم ، وغيرهم ممن ذكرهم العلامة الأميني في كتاب الغدير ، وغيره ، يصرون على أنه لم يولد في جوف الكعبة سوى علي ، لا قبله ولا بعده؟! وأن تلك فضيلة اختصه الله بها دون غيره من العالمين؟!
وكيف يقبل هذا الجمع بين الروايتين ، ونحن نجد الحاكم يصرح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين «عليه السلام» في جوف الكعبة ، وبأنه لم يولد فيها أحد سواه ، ليدل بذلك على كذب ما يدعونه لغير علي «عليه السلام»؟!
فهل الحاكم بنظر المعتزلي جاهل بالحديث؟!
أم أنه يعده من الشيعة؟!
ومن أين لحديث ولادة حكيم بن حزام حتى خصوصية صحة سنده ، فضلاً عن أن يكون متواتراً ومقطوعاً به؟! .
لماذا حكيم بن حزام؟!
وإنما أرادوا إثبات هذه الفضيلة لحكيم بن حزام؛ لأنه كان للزبيريين فيه هوى ، فهو ابن عم الزبير ، وابن عم أولاده؛ فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبد العزى .
ولم يسلم حكيم إلا عام الفتح ، وهو من المؤلفة قلوبهم 35 ، وكان يحتكر الطعام على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله» 36 .
وعن المامقاني : نقل الطبري : أنه كان عثمانياً متصلباً ، تلكأ عن علي 37 ، ولم يشهد شيئاً من حروبه 38 .
إذن . . فمن الطبيعي أن يروي الزبير بن بكار ، ومصعب بن عبد الله 39 ـ وهما لا شك في كونهما زبيريي الهوى ـ : أنه لم يولد في جوف الكعبة سواه ، وذلك على خلاف جميع الأخبار المتواترة ، ومخالفة لكل من نص على أنه لم يولد فيها سوى أمير المؤمنين «عليه السلام» لا قبله ولا بعده؟!
لماذا ولد علي عليه السلام في الكعبة؟! :
وهناك سؤال يقول :
كيف نفسر اختصاص أمير المؤمنين «عليه السلام» ، بكرامة الولادة في الكعبة ، دون رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
ونقول في جوابه ما يلي :
إننا قبل كل شيء ، نحب التذكير بأن بين النبوة والإمامة ، والنبي والإمام ، فرقاً ، فيما يرتبط بترتيب الأحكام الظاهرية على من يؤمن بذلك وينكر ، ومن يتيقن ويشك ، ومن يحب ويبغض . .
فأما بالنسبة للنبوة والنبي «صلى الله عليه وآله» ، فإن أدنى شك أو شبهة بها ، وكذلك أدنى ريب في الرسول «صلى الله عليه وآله» يوجب الكفر والخروج من الدين ، كما أن بغض الرسول «صلى الله عليه وآله» بأي مرتبة كان ، يخرج الإنسان من الإسلام واقعاً ، ويلحقه بالكفر ، وتترتب عليه أحكامه في مرحلة الظاهر ، فيحكم عليه بالنجاسة ، وبأنه لا يرث من المسلم ، وبأن زوجته تبين منه ، وتعتد ، وبغير ذلك . .
وأما الإمامة والإمام «عليه السلام» ، فإن الحكمة ، والرحمة الإلهية ، وحب الله تعالى للناس ، ورفقه بهم ، قد اقتضى : أن لا تترتب الأحكام الظاهرية على من أنكر الإمامة ، أو شك فيها ، أو في الإمام «عليه السلام» ، أو قصر في حبه . . ولكن بشرطين . .
أحدهما : أن يكون ذلك الإنكار ، أو الشك ، أو التقصير ناشئاً عن شبهة ، إذ مع اليقين بثبوت النص وفي دلالته ، يكون المنكر أو الشاك مكذباً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، راداً على الله سبحانه ، ومن كان كذلك فهو كافر جزماً . .
الثاني : أن لا يكون معلناً ببغض الإمام ، ناصباً العداء له ، لأن الناصب حكمه حكم الكافر أيضاً . .
النبي (صلى الله عليه وآله) لا يقتل أحداً ؛ لماذا؟
وبعدما تقدم نقول :
لا ريب في أن قيام الإسلام وحفظه يحتاج إلى جهاد وتضحيات ، وأن في الجهاد قتلاً ويتماً ، ومصائب ومصاعب ، ولم يكن يمكن لرسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يتولى بنفسه كسر شوكة الشرك ، وقتل فراعنته وصناديده . . لأن ذلك يوجب أن ينصب الحقد عليه ، وأن تمتلئ نفوس ذوي القتلى ومحبيهم ، ومن يرون أنفسهم في موقع المهزوم ، بغضاً له ، وحنقاً عليه . .
وهذا يؤدي إلى حرمان هؤلاء من فرصة الفوز بالتشرف بالإسلام ، وسيؤثر ذلك على تمكّن بنيهم ، وسائر ذويهم ومحبيهم من ذلك أيضاً . . فقضت الرحمة الإلهية أن يتولى مناجزتهم من هو كنفس الرسول «صلى الله عليه وآله» ، الذي يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ألا وهو أمير المؤمنين «عليه السلام» . .
واقتضت هذه الرحمة أيضاً رفع بعض الأحكام الظاهرية ـ دون الواقعية ـ المرتبطة بحبه وبغضه ، وبأمر إمامته «عليه السلام» ، تسهيلاً من الله على الناس ، ورفقاً بهم ـ رفعها ـ عن منكر إمامته «عليه السلام» ، وعن المقصر في حبه ، ولكن بالشرطين المتقدمين وهما : وجود الشبهة وعدم نصب العداء له ، لأنه مع عدم الشبهة يكون من قبيل تعمد تكذيب الرسول «صلى الله عليه وآله» ، ومع نصب العداء يتحقق التمرد والرد على الله سبحانه ، كما قلنا . .
معالجة قضايا الروح والنفس :
ثم إن معالجة قضايا الحب والبغض ، والرضا والغضب ، والإنفعالات النفسية ، تحتاج إلى اتصال بالروح ، وبالوجدان ، وإلى إيقاظ الضمير ، وإثارة العاطفة ، بالإضافة إلى زيادة البصيرة في الدين ، وترسيخ اليقين بحقائقه . .
وهذا بالذات هو ما يتراءى لنا في مفردات السياسة الإلهية ، في معالجة الأحقاد التي علم الله سبحانه أنها سوف تنشأ ، وقد نشأت بالفعل ، كنتيجة لجهاد الإمام علي «عليه السلام» ، في سبيل هذا الدين . .
ونحن نعتقد : أن قضية ولادة الإمام علي «عليه السلام» في جوف الكعبة ، واحدة من مفردات هذه السياسة الربانية ، الحكيمة ، والرائعة . .
ولادة علي عليه السلام في الكعبة صنع الله :
ويمكن توضيح ذلك بأن نقول :
إن ولادته «عليه السلام» ، في الكعبة المشرفة ، أمر صنعه الله تعالى له ، لأنه يريد أن تكون هذه الولادة رحمة للأمة ، وسبباً من أسباب هدايتها . . وهي ليست أمراً صنعه الإمام علي «عليه السلام» لنفسه ، ولا هي مما سعى إليه الآخرون ، ليمكن اتهامهم بأنهم يدبرون لأمر قد لا يكون لهم الحق به ، أو اتهامهم بالسعي لتأييد مفهوم اعتقادي ، أو لواقع سياسي ، أو الانتصار لجهة أو لفريق بعينه ، في صراع ديني ، أو اجتماعي ، أو غيره . .
ويلاحظ : أن الله تعالى قد شق جدار الكعبة لوالدته «عليه السلام» حين دخلت ، وحين خرجت ، بعد أن وضعته في جوف الكعبة الشريفة . .
وقد جرى هذا الصنع الإلهي له «عليه السلام» حيث كان لايزال في طور الخلق والنشوء في هذا العالم الجديد . . ليدل دلالة واضحة على اصطفائه تعالى له ، وعنايته به . .
وذلك من شأنه أن يجعل أمر الإهتداء إلى نور ولايته أيسر ، ويكون الإنسان في إمامته أبصر . .
ويتأكد هذا الأمر بالنسبة لأولئك الذين سوف تترك لمسات ذباب سيفه «ذي الفقار» آثارها في أعناق المستكبرين والطغاة من إخوانهم ، وآبائهم ، وعشائرهم ، أو من لهم بهم صلة أو رابطة من أي نوع . .
الرصيد الوجداني آثار وسمات :
ثم إن هذا الرصيد الوجداني ، قد هيأه الله لهم ليختزنوه في قلوبهم وعقولهم من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي تؤكد فضل علي «عليه السلام» وإمامته ، ثم جاء الواقع العملي ليعطيها المزيد من الرسوخ والتجذر في قلوبهم وعقولهم من خلال مشاهداتهم ، ووقوفهم على ما حباه الله به من ألطاف إلهية ، وإحساسهم بعمق وجدانهم بأنه وليد مبارك ، وبأنه من صفوة خلق الله ، ومن عباده المخلصين .
وذلك سيجعلهم يدركون : أنه «عليه السلام» ، لا يريد بما بذله من جهد وجهاد في مسيرة الإسلام ، إلا رضا الله سبحانه ، وإلا حفظ مسيرة الحياة الإنسانية ، على حالة السلامة ، وفي خط الاعتدال . . لأنها مسيرة سيكون جميع الناس ـ بدون استثناء ـ عناصر فاعلة ومؤثرة فيها ، ومتأثرة بها . .
وبذلك يصبح الذين يريدون الكون في موقع المخاصم له «عليه السلام» ، أو المؤلب عليه ، أمام صراع مع النفس ومع الوجدان ، والضمير ، وسيرون أنهم حين يحاربونه إنما يحاربون الله ورسوله . . ويسعون في هدم ما شيده للدين من أركان ، وما أقامه من أجل سعادتهم ، وسلامة حياتهم ، من بنيان . .
ولادة علي عليه السلام في الكعبة لطف بالأمة :
فولادة الإمام علي «عليه السلام» ، في الكعبة المشرفة ، لطف إلهي ، بالأمة بأسرها ، حتى بأولئك الذين وترهم الإسلام ، وهو سبيل هداية لهم ولها ، وسبب انضباط وجداني ، ومعدن خير وصلاح ، ينتج الإيمان ، والعمل الصالح ، ويكف من يستجيب لنداء الوجدان ، عن الإمعان في الطغيان ، والعدوان ، وعن الإنسياق وراء الأهواء ، والعواطف ، من دون تأمل وتدبر . .
وغني عن البيان ، أن مقام الإمام علي «عليه السلام» وفضله ، أعظم وأجل من أن تكون ولادته «عليه السلام» ، في الكعبة سبباً أو منشأً لإعطاء المقام والشرف له . . بل الكعبة هي التي تعتز ، وتزيد قداستها ، وتتأكد حرمتها بولادته فيها صلوات الله وسلامه عليه . .
وأما رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فإن معجزته الظاهرة التي تهدي الناس إلى الله تعالى ، وإلى صفاته ، وإلى النبوة ، وتدلهم على النبي ، وتؤكد صدقه ، وتلزم الناس كلهم بالإيمان به ، وتأخذ بيدهم إلى التسليم باليوم الآخر ـ إن هذه المعجزة ـ هي هذا القرآن العظيم ، الذي يهدي إلى الرشد من أراده ، والذي لا بد أن يدخل هذه الحقائق إلى القلوب والعقول أولاً ، من باب الاستدلال ، والانجذاب الفطري إلى الحق بما هو حق . . من دون تأثر بالعاطفة ، وبعيداً عن احتمالات الإنبهار بأية مؤثرات أخرى مهما كانت . .
إذ إن القضية هي قضية إيمان وكفر ، وحق وباطل ، لا بد لإدراكهما من الكون على حالة من الصفاء والنقاء ، وتفريغ القلب من أي داع آخر ، قد يكون سبباً في التساهل في رصد الحقيقة ، أو في التعامل مع وسائل الحصول عليها ، والوصول إليها . .
فالله لا يريد أن تكون مظاهر الكرامة ، سبباً في إعاقة العقل عن دوره الأصيل في إدراك الحق ، وفي تحديد حدوده ، وتَلَمُّس دقائقه ، وحقائقه والتبيُّن لها إلى حد تصير معه أوضح من الشمس ، وأبين من الأمس . .
ولذلك فإن الله تعالى لم يصنع لرسوله «صلى الله عليه وآله» ، ما يدعوهم إلى تقديسه كشخص ، ولا ربط الناس به قبل بعثته بما هو فرد بعينه ، لا بد لهم من الخضوع والبخوع له ، وتمجيد مقامه ، لأن هذا قد لا يكون هو الأسلوب الأمثل ، ولا الطريقة الفضلى ، في سياسية الهداية الإلهية إلى الأمور الإعتقادية ، التي هي أساس الدين ، والتي تحتاج إلى تفريغ النفس ، وإعطاء الدور ، كل الدور ، للدليل وللبرهان ، وللآيات والبينات ، وإلى أن يكون التعاطي مع الآيات والدلائل بسلامة تامة ، وبوعي كامل ، وتأمل عميق ، وملاحظة دقيقة . .
وهذا هو ما نلاحظه في إثارات الآيات القرآنية لقضايا الإيمان الكبرى ، خصوصاً تلك التي نزلت في الفترة المكية للدعوة . فإنها إثارات جاءت بالغة الدقة ، رائعة في دلالاتها وبياناتها ، التي تضع العقل والفطرة أمام الأمر الواقع الذي لا يمكن القفز عنه ، إلا بتعطيل دورهما ، وإسقاط سلطانهما ، لمصلحة سلطان الهوى ، ونزوات الشهوات ، والغرائز . .
وهذا الذي قلناه ، لا ينسحب ولا يشمل إظهار المعجزات والآيات الدالة على الرسولية ، وعلى النبوة ، فإنها آيات يستطيع العقل أن يتخذ منها وسائل وأدوات ترشده إلى الحق ، وتوصله إليه . . وتضع يده عليه . . وليست هي فوق العقل ، ولا هي من موجبات تعطيله ، أو إضعافه 40 .
•1. المستدرك على الصحيحين ج3 ص483 والغدير للأميني ج6 ص22 عن إزالة الخفاء للدهلوي . ونزهة المجالس للصفوري الشافعي (ط سنة 1310 هـ) ج2 ص165 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص525 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص24 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص50 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص72 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص489 وج17 ص364 و 365 وج30 ص175 .
•2. راجع : كفاية الطالب ص407 وكشف الغمة للأربلي (نشر المجمع العالمي لأهل البيت «عليهم السلام» سنة 1426 هـ) ج1 ص123 والإرشاد للمفيد ج1 ص5 وكشف اليقين (تحقيق حسين دركَاهي) ص194 وعمدة الطالب لابن عنبة ص58 والغدير ج6 ص22 و 24 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص171 و 172 والمستجاد من كتاب الإرشاد (المجموعة) للحلي ص4 والعمدة لابن البطريق ص24 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص39 وإعلام الورى ج1 ص306 ونور الأبصار ص67 وتاج المواليد (المجموعة) للطبرسي ص12 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص526 وتاريخ الكوفة للسيد البراقي ص429 وأعيان الشيعة ج1 ص323 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص73 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج30 ص175 .
وسائر المصادر ذكرناها في كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج2 ص246 ـ 450 فراجع .
•3. روضة الواعظين ص81 وراجع : مدينة المعاجز ج1 ص46 و 47 وراجع : الأمالي للطوسي ج2 ص317 و 318 .
•4. بحار الأنوار ج39 ص328 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص379 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص115 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص75 وج9 ص133 .
•5. راجع : مستدرك سفينة البحار ج6 ص282 .
•6. a. b. روضة الواعظين ص79 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص173 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص22 وبحار الأنوار ج35 ص11 و 14 و 104 وج38 ص125 والدر النظيم ص232 والفضائل لابن شاذان ص136 و (ط المكتبة الحيدرية ـ سنة 1381هـ ـ 1962م) ص58 وجامع الأخبار ص57 و 58 ومعارج اليقين في أصول الدين للشيخ محمد السبزواري ص58 والأنوار العلوية ص33 و 37 .
•7. مناقب آل أبي طالب ج3 ص38 وبحار الأنوار ج39 ص48 .
•8. راجع : سيرة الأئمة الإثنى عشر للسيد هاشم معروف الحسني ج1 ص142 .
•9. راجع : بحار الأنوار ج35 ص17 و 36 وكشف الغمة ج1 ص125 وروضة الواعظين ص76 و 77 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص174 و (ط المكتبة الحيدرية سنة 1956م) ج2 ص21 وكشف اليقين للحلي ص18 وبشارة المصطفى ص7 و 8 وإزالة الخفاء (ط باكستان) ص251 ومرآة المؤمنين (ط الهند) ص21 والأمالي للصدوق ص165 ومعاني الأخبار ص62 وعلل الشرايع ج1 ص164 والخرائج والجرائح ج1 ص171 والأمالي للطوسي ج2 ص318 و (ط دار الثقافة ـ قم سنة 1414هـ) ص707 وحلية الأبرار ج2 ص21 ومدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج1 ص47 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص235 والأنوار العلوية ص36 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص53 .
•10. مناقب آل أبي طالب ج2 ص173 و 174 و (ط المكتبة الحيدرية سنة 1956م) ج2 ص22 والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص235 وبحار الأنوار ج35 ص8 و 17 و 35 والأنوار العلوية ص36 والأنوار البهية ص67 . وراجع : الأمالي للصدوق ص195 وعلل الشرائع ج1 ص135 ومعاني الأخبار ص62 وروضة الواعظين ص76 والأمالي للطوسي ص706 والثاقب في المناقب ص197 والخرائج والجرائح ج1 ص171 والمحتضر لابن سليمان الحلي ص264 وكتاب الأربعين للشيرازي ص60 والجواهر السنية للحر العاملي ص229 وحلية الأبرار ج2 ص21 ومدينة المعاجز ج1 ص46 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص312 وبشارة المصطفى ص26 وكشف الغمة ج1 ص61 وكشف اليقين ص17 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص98 وغاية المرام ج1 ص52 وتفسير البرهان ج3 ص107 .
•11. تقدمت مصادر ذلك .
•12. الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص171 ومحاضرة الأوائل للسكتواري ص79 والغدير ج6 ص22 وعبقرية الإمام علي «عليه السلام» للعقاد ص43 ونور الأبصار ص76 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص148 و 526 و 527 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص489 و 490 والمجموع للنووي ج2 ص66 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص39 وروضة الواعظين للنيسابوري ص81 ومسار الشيعة (المجموعة) للشيخ المفيد ص36 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج3 ص38 و 48 والمصباح للكفعمي ص512 وبحار الأنوار ج35 ص23 وج39 ص48 والغدير ج7 ص347 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص202 وج7 ص387 وج9 ص123 ونقد الرجال للتفرشي ج5 ص319 وجامع الرواة للأردبيلي ج2 ص463 .
•13. تذكرة الخواص ج1 ص155 .
•14. الأمالي للطوسي ص715 و 716 و (ط دار الثقافة قم سنة 1414هـ) ص706 و 707 وبحار الأنوار ج35 ص35 و 36 و 17 و 18 عن مناقب آل أبي طالب ، وحلية الأبرار ج2 ص20 ومدينة المعاجز ج1 ص45 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص52 والأنوار العلوية ص36 .
•15. a. b. نفس المصادر السابقة .
•16. بحار الأنوار ج35 ص17 و 18 والأنوار العلوية ص36 وعن مناقب آل أبي طالب .
•17. الأمالي للصدوق (ط الأعلمي سنة 1410هـ) ص99 ومعاني الأخبار ص62 .
•18. الأمالي للشيخ الصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص194 وكتاب التوحيد للصدوق ص62 وعلل الشرايع (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص135 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص197 ومعاني الأخبار للصدوق (ط مركز النشر الإسلامي) ص62 وروضة الواعظين ص76 و 77 وبشارة المصطفى ص26 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص61 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص312 والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص264 وبحار الأنوار ج35 ص8 و 9 عنهم ، وعن كشف اليقين ص31 و 32 وعن كشف الحق ، والأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص67 وعن بشائر المصطفى ص9 وكتاب الأربعين للشيرازي ص60 وراجع : الخرايج والجرايح ج1 ص171 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص98 والأنوار العلوية ص30 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص73 .
•19. شرح المواهب اللدنية ج6 ص490 .
•20. نسيم الرياض ج3 ص11 والغدير ج3 ص136 ورسائل في حديث رد الشمس للشيخ المحمودي ص19 و 64 ونظرة في كتاب الفصل في الملل ص109 .
•21. القران الكريم : سورة المؤمنون ( 23 ) ، من بداية السورة إلى الآية 2 ، الصفحة : 342 .
•22. بحار الأنوار ج35 ص18 و 37 و 38 و 217 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص174 (وط المكتبة الحيدرية ـ سنة 1376هـ ـ 1956م) ج2 ص23 والأمالي للطوسي ج2 ص319 و (ط دار الثقافة ـ قم ـ سنة 1414هـ) ص708 ومدينة المعاجز ج1 ص48 والبرهان (تفسير) ج5 ص329 وحلية الأبرار ج1 ص226 وج2 ص22 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص58 والأنوار العلوية ص36 وغاية المرام ج1 ص53 و 99 .
•23. بحار الأنوار ج35 ص21 وروضة الواعظين ص83 والروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي ص110 وحلية الأبرار ج2 ص58 وراجع : الهداية الكبرى للخصيبي ص100 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص10 .
•24. بحار الأنوار ج18 ص277 وراجع : سبل الهدى والرشاد ج1 ص83 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص264 .
•25. القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآيات : 29 - 31 ، الصفحة : 307 .
•26. القران الكريم : سورة مريم ( 19 ) ، الآية : 12 ، الصفحة : 306 .
•27. راجع : الإحتجاج ج2 ص248 والفضائل لابن شاذان ص34 وبحار الأنوار ج15 ص353 وج50 ص82 والغدير ج7 ص38 وج9 ص287 عن مصادر كثيرة ، ومسند أحمد ج4 ص66 وج5 ص59 و 379 وسنن الترمذي ج5 ص245 ومستدرك الحاكم ج2 ص609 ومجمع الزوائد ج8 ص223 وتحفة الأحوذي ج7 ص111 وج10 ص56 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص438 والآحاد والمثاني ج5 ص347 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص179 والمعجم الأوسط ج4 ص272 والمعجم الكبير ج12 ص73 وج20 ص353 والجامع الصغير ج2 ص296 وكنز العمال ج11 ص409 و 450 وتذكرة الموضوعات للفتني ص86 وكشف الخفاء ج2 ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص264 عن ابن سعد ، ومستدرك سفينة البحار ج2 ص392 و 522 وعن فيض القدير ج5 ص69 وعن الدر المنثور ج5 ص184 وفتح القدير ج4 ص267 والطبقات الكبرى ج1 ص148 وج7 ص59 والتاريخ الكبير للبخاري ج7 ص274 وضعفاء العقيلي ج4 ص300 والكامل لابن عدي ج4 ص169 وج7 ص37 وعن أسد الغابة ج3 ص132 وج4 ص426 وج5 ص377 وتهذيب الكمال ج14 ص360 وسير أعلام النبلاء ج7 ص384 وج11 ص110 وج13 ص451 ومن له رواية في مسند أحمد ص428 وتهذيب التهذيب ج5 ص148 وعن الإصابة ج6 ص181 والمنتخب من ذيل المذيل ص66 وتاريخ جرجان ص392 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص226 وعن البداية والنهاية ج2 ص275 و 276 و 392 وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص166 وعن عيون الأثر ج1 ص110 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص288 و 289 و 317 و 318 ودفع الشبه عن الرسول ص120 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص79 و 81 و 83 وج2 ص239 وعن ينابيع المودة ج1 ص45 وج2 ص99 و 261 .
•28. القران الكريم : سورة القدر ( 97 ) ، الآية : 1 ، الصفحة : 598 .
•29. راجع : بصائر الدرجات ص342 وعلل الشرائع ج1 ص183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص146 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص106 وبحار الأنوار ج22 ص327 و 349 و 350 وج26 ص67 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص173 والغدير ج5 ص48 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص240 وتفسير الميزان ج3 ص220 وإختيار معرفة الرجال ج1 ص55 و 61 و64 و72 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص210 و211 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص476 و 477 والخصائص الفاطمية ج1 ص261 واللمعة البيضاء ص196 ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص311 و 312 و 313 وإلزام الناصب ج1 ص13 .
•30. راجع : كنز العمال ج11 ص580 وج12 ص600 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص91 و 92 و 93 و 95 وصحيح البخاري ج4 ص200 ومسند أحمد ج6 ص55 وسنن الترمذي ج5 ص285 والغدير ج5 ص42 و 44 و 46 وج8 ص90 وفضائل الصحابة للنسائي ص8 والمستدرك للحاكم ج3 ص86 وعمدة القاري ج16 ص198 وتحفة الأحوذي ج10 ص125 والسنن الكبرى ج5 ص40 وأسد الغابة ج4 ص64 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص260 والبداية والنهاية ج6 ص224 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص99 و 238 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص220 وتفسير السلمي ج2 ص380 والإستذكار ج5 ص124 والمصنف ج7 ص479 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص350 ومسند ابن راهويه ج2 ص479 وتاريخ بغداد ج9 ص114 وعلل الدارقطني ج9 ص313 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص177 ولسان العرب ج2 ص134 وتاج العروس ج3 ص192 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص53 والجامع لأحكام القرآن ج9 ص193 وتغليق التعليق ج4 ص64 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص569 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص41 و 135 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص264 .
•31. ستأتي مصادر ذلك انشاء الله تعالى . .
•32. راجع : السيرة الحلبية ج1 ص139 و (ط دار المعرفة) ج1 ص227 وذكر ولادته فيها في : أسد الغابة ج2 ص40 والإصابة ج1 ص349 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص320 .
•33. شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص14 .
•34. تاريخ الخميس ج1 ص279 والسيرة الحلبية ج1 ص129 .
•35. الإصابة ج1 ص349 و (ط دار الكتب العلمية) ج2 ص97 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص320 و (ط دار الجيل) ج1 ص362 ومجمع الزوائد ج6 ص188 والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص186 والإكمال في أسماء الرجال ص49 وتاريخ مدينة دمشق ج15 ص96 . وأسد الغابة ج2 ص40 وتهذيب الكمال ج7 ص172 وتهذيب التهذيب ج2 ص384 وتاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص197 والوافي بالوفيات ج13 ص80 ونسب قريش ص231 .
•36. وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج17 ص428 و (ط دار الإسلامية) ج12 ص316 والكافي ج5 ص165 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص266 والإستبصار ج3 ص115 وتهذيب الأحكام ج7 ص160 ومستدرك الوسائل ج13 ص276 ودعائم الإسلام ج2 ص35 والتوحيد للصدوق ص389 ونور البراهين للجزائري ج2 ص369 وجامع أحاديث الشيعة ج18 ص71 .
•37. قاموس الرجال ج3 ص387 عن تنقيح المقال .
•38. قاموس الرجال ج3 ص387 .
•39. راجع : الإصابة ج1 ص349 ومستدرك الحاكم ج3 ص483 وتهذيب التهذيب ج2 ص384 وسير أعلام النبلاء ج3 ص46 .
•40. الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام أو (المرتضى من سيرة المرتضى) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، 1429هـ . ـ 2009م . الطبعة الأولى ، الجزء الأول .
جعفر مرتضى العاملي